لا بدّ من حلّ السلطة الفلسطينية

لا بدّ من أن تحلّ السلطة الفلسطينية، قبل أن ينتهي العام الحالي 2010م! بمعنى يكفي هذه السلطة ثلاثة أشهر؛ لتحل نفسها؛ لتعود الحالة الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل اتفاقيات أوسلو( أي تحت الاحتلال مع خسائر جمة)، وحينئذ لابدّ أن تتحرر فلسطين كلها من خرافات السلطة الفلسطينية التي أجهضت المشروع الوطني الفلسطيني في الصمود ومقاومة الاحتلال، وأتاحت للكيان الصهيوني الغاصب والمحتل أن يمارس سياسات قمعية عنصرية نازية بحجج أمنية، في ظل وجود "مسميات" دولة فلسطينية وهمية، تمثلت في كراسي "كينتونات" سياسية متصارعة في الضفة وغزة؛ ولم ينفذ في المحصلة في فلسطين مع وجود السلطة سوى المشروع الصهيوني الاستيطاني التدميري للمقاومة الوطنية الفلسطينية، ولصمود شعبنا على أرضه، وتمسكه بثوابت وحدته وروح لحمته!!

ما يحدث اليوم في فلسطين والعالم باسم السلطة الفلسطينية ، سواء في الضفة أو غزة، أو داخل فلسطين وخارجها، هو لعبة صهيونية خطرة جداً، تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية باسم سلطة فلسطينية مهترئة ومبتذلة، لم تعد تمثل أرنبة أنفها؛ لأن الشارع الفلسطيني بات يؤمن بأن سياسة هذه السلطة تقبع في سلة الاحتلال الصهيوني، ولا ينتج عنها سوى المصير المأساوي الأسود في تاريخ قضيتنا الوطنية ومصير شعبنا، سواء أكانت هذه السلطة في غزة أم في الضفة!!

ينبغي في هذه اللحظة الزمنية الحرجة الممتلئة بإجهاض قضية شعبنا وأمتنا ألا نتساءل عن البديل للسلطة؛ لأن التساؤل بحد ذاته كناية عن حتمية وجود هذه السلطة، ولا حتمية لوجودها فعلياً؛ لأنها لم تعد تخدم قضيتنا في مواجهة الاحتلال الصهيوني... ولو تفحصنا تاريخ الصهيونية في فلسطين قبل تشكيل السلطة الفلسطينية، لوجدنا أنه أرحم مئة مرة مما غدا عليه هذا الوضع بعد تكوّن هذه السلطة، وأخطر ما في ذلك أن الكيان الصهيوني والعالم المتصهين غدا اليوم يعتقد أن كل فلسطيني له كيان مستقل هو السلطة الفلسطينية من غير وطن أو أرض، وفي هذا السياق يمارس هذا الكيان المحتل القتل والتدمير والطرد وشن الحروب والاعتقالات والحصار، وكل وسائل الإجرام النازي بحق شعبنا... بحجة أن الفلسطينيين لهم كيان مستقل هو السلطة الفلسطينية، كما يبدو في دويلتي غزة والضفة!!ّ والاحتلال ما زال هو الاحتلال ،على الرغم من تضاعف إجرامه عدة أضعاف في عهد السلطة غير المبجلة!!

إنّ حل السلطة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن، هو أقصر الطرق إلى طعن الفكرة الصهيونية التي تنادي بالاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني، وهو أقصر الطرق إلى الطعن في الاستيطان الصهيوني بفلسطين ، وهو أقصر الطرق إلى شلّ تبجح الكيان الصهيوني بأنه لم يعد كياناً مغتصباً ومحتلاً لفلسطين، وهو أقصر الطرق إلى اعتبار فلسطين وطناً للفلسطينيين شارك العالم الاستعماري كله في زراعة الكيان الصهيوني في هذا الوطن ، وهو أقصر الطرق إلى اعتبار الكيان الصهيوني كياناً عنصرياً لا بدّ من تفكيكه أو إزالته كأي استعمار لا وثيقة شرعية لوجوده...!!

لا بدّ من حل السلطة الفلسطينية؛ لأنها سلطة تخدم الكيان الصهيوني أكثر مما يخدم هذا الكيان نفسه ، ولأنها لم تعد تمثل تاريخ شعبنا المضمّخ بدماء الشهداء ومعاناة الأسرى والتنكيل بمعيشتنا؛ ولأن هذه السلطة غدت مجرد لعبة سياسية دولية ، لا تمتلك نقطة حبر توضع على ورقة بيضاء ؛لأن الكيان الصهيوني يمتلك الحبر والأوراق كلها ، والمخفي من مخازي هذه السلطة أعظم... ويكفي أن نشير إلى انشقاق هذه السلطة على نفسها ، ما جعل سلطة حماس تنفرد بغزة ، وجعل سلطة المنظمة تهيمن على الضفة ، وبإمكان الكيان الصهيوني في أية لحظة أن يستبيح كل شيء في فلسطين باسم الاختلاف الأمني مع السلطة الفلسطينية ، التي تضع مصير شعبنا على كف عفريت، لأنها سلطة مستلبة، لا حول لها ولا قوة ، إن لم تكن متآمرة!!

بكل المقاييس التقويمية للسلطة الفلسطينية، لا بدّ من أن تحل هذه السلطة؛ لأنّ في الحل وحده إمكانية لإجهاض المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري في فلسطين، وفي عدم الحل يصبح وجود السلطة صك غفران لكل ما مارسه الكيان الصهيوني وما سيمارسه من أجرام بحق شعبنا وأرضنا وتاريخنا وأمتنا!!

إذن، لا بدّ من أن تحل السلطة الفلسطينية قبل نهاية هذا العام ، ومهما يكن البديل عن هذا الحل فهو الأفضل؛ لأنه سيعيد إلى شعبنا صموده على تراب وطنه، ووحدته الوطنية، ومقاومته للكيان الصهيوني الغاصب، وآماله العريضة بالتحرر، وإقامة دولته في فلسطين التاريخية، أرضنا منذ جدودنا الكنعانيين العرب في فجر التاريخ!!